الطرق المتعددة للوصول إلى الحرية المالية لا تعتمد فقط على الأفراد أنفسهم، بل تعتمد على خبرتهم الحياتية أيضاً.
في بعض الأحيان أفكر بتقديم نموذج يمكن للجميع السير عليه للوصول إلى الحرية المالية إلا أنني أصل إلى قناعة بأن لكل منا طريق مختلف لا يتشابه أبداً مع الآخرين.
قد يكون لدينا نفس عدد أفراد العائلة ونفس المدخول إلا أن خطتي لا تتوافق مع خطتك لأسباب متعددة.
الطرق المتعددة – الأسباب الرئيسية
قد يعتقد البعض بأن حديثنا عن الطرق المتعددة للوصول إلى الحرية المالية قد يكون سببه إختلاف الثقافة المالية لدى الأفراد.
الثقافة المالية أمر مهم ولكن حتى لو كان شخصين لديهما مثل المعرفة إلا أنهما قد يسلكان طرقاً مختلفاً للوصول إلى الحرية المالية.
في مقالات سابقة ذكرت إختلافاً في طرق التعامل مع ديون بطاقات الإئتمان. المحللين الماليين ينقسمون إلى قسمين:
- التخلص من الديون الصغيرة أولاً ومن ثم الإنتقال للأكبر بغض النظر عن نسبة الفائدة على القرض أو بطاقة الإئتمان.
- التخلص من الديون التي عليها أكبر نسبة فائدة أولاً ومن ثم الإنتقال للأقل منها. بغض النظر عن مبلغ الدين.
حتى موضوع الديون العقارية أو الديون الأخرى هنالك عدة آراء في مجتمع الحرية المالية والتقاعد المبكر (FIRE):
- التخلص من الديون بشكل تام قبل التفكير في بناء مصادر الحرية المالية.
- التخلص من الديون الغير إستثمارية ومن ثم بناء مصادر الحرية المالية.
- لا مشكلة في وجود الديون إلا أنها يجب أن تكون مخططة ضمن برنامج الوصول إلى الحرية المالية.
على الرغم من أن هذه الإختلافات إختلافات ضمن مجتمع الحرية المالية إلا أن هذه الإختلافات البسيطة قد تغير الخطة المالية بشكل كبير جداً.
فما بالك بالإختلافات الشخصية وإختلافات العائلة وطرق الصرف وكيفية الصرف وحتى نوعية السكن والمواصلات المستخدمة في العائلة.
الطرق المتعددة – الطريق الصحيح هو الطريق المناسب لك
في وجهة نظري القاصرة يجب عليك أن تبحث عن الطريق المناسب لك. لا تقم بأخذ نصائح الآخرين وتتعامل معها كأنها قرآن منزل.
في مرحلة من المراحلة كنت آخذ النصائح المالية كما هي وأطبقها تطبيقاً حرفياً ولكن في الغالب يفشل هذا التطبيق.
عندما قمت بتطبيق النصائح المالية مع تعديلها لتتطابق مع حالتي المالية وجدت أن هذه النصائح قابلة للتطبيق والنجاح.
قم بإختيار النصائح التتي تتناسب مع وضعك المالي. وعندما تجد نصيحة لا تتناسب معك يمكنك تعديلها للتناسب مع وضعك.
في بداية طريقي نحو الحرية المالية كنت أحاول تطبيق نصيحة إدخار مبلغ من المال من مدخولي الشهري قبل دفع أية مستحقات.
هذا الأمر فاقم وضع المالي لأنني اضطريت لإستخدام البطاقات الإئتمانية لتغطية النفقات المالية التي لا أستطيع تغطيتها عن طريق مدخولي الشهري.
اكتشفت بأنه قبل البدأ بهذه الخطوة كان علي تسجيل مدخولي الشهري وخصم مصاريفي الشهرية وبعد ذلك إدخار هذا الفائض قبل دفع المصاريف الشهرية.
كمثال: مدخولك الشهري 1000 دينار ومصاريفك الشهرية 950 دينار. المتبقي هو 50 دينار.
عند إستلامك لراتبك أو أية مداخيل شهرية قم بسحب 50 دينار وضعها في حسابك الإدخاري ومن ثم قم بدفع إلتزاماتك المالية.
عندما تقوم بتحديد مبلغ 10% مثلاً استناداً إلى نصيحة أحد المحللين الماليين بدون إحتساب نفقاتك ومصاريفك الشهرية فإنك تقوم بتطبيق نصيحة مالية قد لا تكون مناسبة لك.
في مثالنا فإننا سنقوم بإستقطاع 100 دينار ووضعها في حسابنا الإدخاري لكننا سندفع 900 دينار من أصل 950 دينار مستحقة علينا. ويكون المبلغ الناقص 50 ديناراً.
بدأت بملاحظة النصائح المالية وما يناسبني وما لا يناسبني. قمت بتغيير ما يمكن تغييره ليتوافق مع وضعي المالي وأما ما لم يكن يناسبني نهائياً فكنت أبتعد عنه على الأقل في الوقت الحالي.
هذا الأمر جعلني أقتنع بأن هنالك طرق متعددة للوصول إلى الحرية المالية ولا يمكننا كلنا إتباع نفس الخطوات للوصول إلى الحرية المالية.
الطرق المتعددة – قم بإستخدام ما يناسبك من نصائح
ليست كل النصائح المالية الموجودة على الإنترنت تتناسب مع حالاتنا المالية.
من المهم كما ذكرت سابقاً إجراء دراسة مالية حول وضعك المالي: كم لديك، كم عليك، مدخولك الشهري، ومصاريفك الشهرية.
في مرحلة من المراحل لم أكن أعلم بالضبط كم كان لدي من مال في حساباتي البنكية، وكم علي من ديون مستحقة وتاريخ إستحقاقها، وما هو مدخولي الشهري (الراتب بالإضافة إلى المداخيل الأخرى) وما هي مصاريفي الشهرية التي يتوجب علي دفعها.
بعد دراسة وضعي المالي بإستضافة تمكنت من تحديد الأماكن التي يمكنني فيها تقليل المصاريف وزيادة الإيرادات.
تمكنت من دفع جميع المتأخرات على بطاقات الإئتمان، وقمت بتوفير مبلغ معيشي يكفيني ل6 أشهر على الأقل لو فقدت مدخولي الشهري لأي سبب من الأسباب.
أهم خطوة قمت بعملها بعد تحليل وضعي المالي هو إختيار النصائح المالية التي تتناسب معي.
قد لا يمكنني توفير 10% من دخلي الشهري ووضعه في حساب إدخاري، لكن يمكنني تقليل مصاريفي بنسبة 10%.
ربما لا يمكنني التخلص من جميع بطاقات الإئتمان ولكن يمكنني التخلص من المتأخرات على بطاقات الإئتمان.
التقاعد المبكر غير مناسب لي حتى لو تمكنت من توفير مبلغ مالي عائد إستثماره السنوي أعلى من 4% المطلوبة للوصول إلى الحرية المالية.
من المهم جداً إختيار النصائح التي تناسبك. عندما تختار ما يناسبك من نصائح فإنك خطواتك نحو الحرية المالية مبنية على أسس ثابتة.
الطرق المتعددة – الخلاصة
كثيراً ما ترددت في الكتابة عن رحلتي للوصول إلى الحرية المالية. هذا التردد أساسه أنني لا يمكنني وضع خطوات تناسب الجميع. بل وربما بعض الخطوات والنصائح التي أضعها تؤدي لأثر سلبي بدلاً من أثر إيجابي.
واجهتني الكثير من المصاعب قبل كتابة المقالات في هذه المدونة وحتى بعد كتابتي لها.
أحاول جاهداً أن أكتب كل تفاصيل رحلتي حتى أساعد الآخرين على أن يروا بأن هذه الرحلة ليست معبدة بل وبها الكثير من المطبات.
إمكانياتنا المالية تختلف، تعاملنا مع المال يختلف من دولة إلى دولة. بعض الخدمات مجانية في بعض الدول وتكلف مبالغ طائلة في دول أخرى كالخدمات الصحية مثلاً أو التعليم.
ما جعلني أكتب بدون تردد هو وجود بعض المواقع التي تصور الوصول إلى الحرية المالية وكأنه طريق سهل. بل ويمكنك الوصول عن طريق الإختصارات بالإستثمار في أسواق المال أو العمل الحر الجانبي أو غيرها من الطرق.
من المهم جداً أن تختار ما يناسبك ولا تقم بتطبيق كل النصائح لأن بعض النصائح تتناسب مع دولة أو وضع مالي معين ولكنها لا تتناسب معك.
ما رأيك في الحرية المالية وما هي النصائح التي تعتقد أنها مفيدة لكن وما هي النصائح التي لم تتناسب مع وضعك المالي؟
إشترك في قائمتنا البريدية
قم بالإشتراك في قائمتنا البريدية للحصول على المقالات الجديدة على بريدك حال نشرها
شكراً على الإشتراك.
حصل خطأ ما. لم تتم عملية الإشتراك.
اترك تعليقاً