القراءة مهمة جداً ولكن لا يجب عليك أن تطبق كل ما تقرأ عن الحرية المالية تطبيقاً حرفياً. هنالك الغث والسمين وهنالك الممكن واللا ممكن. وهنالك الكثير من تطبيقات الحرية المالية المقترحة والتي لا تتناسب مع وضع خطتك المالية.
عندما نحاول البحث عن الحرية المالية عبر الإنترنت فسنجد الكثير من النتائج والتجارب والآليات التي يمكننا إتباعها للوصول إلى الحرية المالية.
المشكلة الأساسية هي المفهوم الواسع الذي تتمحور عليه فكرة الحرية المالية. بالإضافة إلى الإختلافات المتوقعة في الأوضاع المالية بين القراء والكتاب حول الحرية المالية.
. بالإضافة إلى الإختلافات المتوقعة في الأوضاع المالية بين القراء والكتاب حول الحرية المالية.
أقوم بين الحين والآخر بالإطلاع على المقالات التي تكتب عن الحرية المالية في المواقع العربية وأقارنها بما يكتب في المواقع الإنجليزية ويمكن بلا شك ملاحظة الفرق الكبير في المفهوم وفي الواقعية.
تطبيقات الحرية المالية المعروضة في المواقع الإنجليزية غالباً ما تكون مبنية على تجارب الكاتب، بينما في المواقع العربية تكون تطبيقات الحرية المالية المعروضة بناء على إفتراضات نظرية دون تطبيق.
المقالات حول تطبيقات الحرية المالية في المواقع العربية
أكثرية المواقع العربية التي تتحدث عن الحرية المالية تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
- المواقع التي تترجم المقالات الموجودة في المواقع الإنجليزية. في الغالب ترجمة حرفية بدون ربط بواقعنا العربي.
- المواقع التي تتحدث وكأن الحياة وردية ويمكننا إتباع وصفات جاهزة للوصول إلى الإٍستثمار وبناء الشركات. في الغالب هذه المواقع أيضاً تستخدم النموذج الغربي في ما يمكن عمله للوصول إلى الحرية المالية.
المقالات حول تطبيقات الحرية المالية في المواقع الإنجليزية
ما يجعلني أكتب هنا هو أنني أجد فرقاً كبيراً بين مجالات الإستثمار المتاحة في الغرب ومجالات الإستثمار المتاحة في بلادنا العربية.
صحيح بأن أغلب كتاب مقالات الحرية المالية هم ممن طبق هذه النصائح بنفسه إلا أن هنالك أمور لا يمكن تطبيقها في دولنا العربية.
من الأمور التي جعلتني أصل إلى مرحلة اللا إتزان في حياتي المالية هو محاولة تطبيق النموذج الغربي في الوصول إلى الحرية المالية دون الإطلاع على المعقوات في بلادنا العربية:
- مجالات الإٍستثمار تختلف إختلافاً كبيراً. كمثال إمكانية العمل في مشروع جانبي بالإضافة إلى العمل في وظيفتك غير ممكن إلا بموافقة صاحب العمل الذي تعمل لديه إن كنت ترغب في أن يكون مشروعك الجانبي قائماً بشكل رسمي.
- لا زالت ثقافة العمل من المنزل لم تنضج لدينا بشكل كبير. الكثير من أصحاب الأعمال يشترط أن تكون موظفاً لديه وتعمل في مكان العمل حتى لو كان عملك لا يستدعي ذلك. وبهذه الطريقة تخسر الكثير من الوقت والجهد الذي بإمكانك إستثماره في نفسك وتطويرها لزيادة الإنتاجية في وظيفتك وحتى إستغلاله في عمل جانبي.
كيف أختار تطبيقات الحرية المالية التي تتناسب معي
كيف أختار ما أقوم بتطبيقه من نصائح تتعلق بالحرية المالية؟
أولاً: من المهم معرفة الوضع المالي الذي أنت فيه مقارنة بالوضع المالي الذي تحتاجه هذه النصائح. فكمثال لا يمكنك الإستثمار في الأسهم إذا كانت لديك ديون بطاقات إئتمان.
دائماً ما أسأل نفسي عن المرحلة التي يتوقعها كاتب المقال لمن يقوم بتطبيق نصائحه المالية. وعندما أجد أن هذه الحالة لا تنطبق عليّ فعادة ما أقوم بإضافة المقالة إلى المفضلة وأعود إليه عندما يتطابق وضعي المالي مع من توجه لهم هذه النصائح.
ثانياً: بعض النصائح يمكن تطبيقها في بلد معين ولا يمكن تطبيقها في بلدان أخرى. في أغلب الحالات تكون النصائح المالية موجهة لمن يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد لا يكون تطبيق هذه النصائح ممكناً في بلدان أخرى.
نصيحة مثل الإشتراك بأكبر مبلغ ممكن لا يخضع للضريبة في الصناديق التقاعدية. في الغالب بعض الشركات الأمريكية تقوم بدفع نفس المبلغ الذي تدفعه لصندوق التقاعد. وبالتالي كلما تدفع أكثر فإنك فعلياً تزيد من رصيدك في صندوق التقاعد.
المشكلة بالنسبة لي أن هنالك نسبة استقطاع محددة قانوناً من الدولة التي أعيش فيها ولا يمكنني زيادة هذه النسبة حتى لو أردت، ولو تمكنت من زيادة النسبة فإن الشركة التي أعمل لديها لن تقوم بدفع نفس النسبة التي أدفع. وبذلك تصبح الزيادة بلا معنى.
ثالثاً: أولويات تطبيقات الحرية المالية تختلف من شخص لآخر. ولذلك أقوم بمحاولة معرفة الأولويات عند الكاتب لأعرف إن كانت أولوياتي تنساق مع هذه الأولويات أو لا.
كمثال: هنالك نوعين من النصائح حول دفع بطاقات الإئتمان. النوع الذي يقول إدفع متأخرات البطاقة التي عليها أقل مبلغ مقارنة ببقية البطاقات. أما النوع الثاني يركز على دفع متأخرات البطاقات التي عليها أكبر نسبة ربح على المتأخرات.
ربما تكون في حالة تتساوى فيها نسبة الأرباح على كل البطاقات ولذلك تفضل توجيه المبالغ التي لديك نحو البطاقة التي عليها أقل متأخرات. أو ربما هنالك بعض الإمتيازات على إحدى البطاقات التي تجبرك على دفع مبلغها أولاً أو آخراً.
الخلاصة
على الرغم من قرائتي لكثير من المقالات في المواقع العربية إلا أنني أعتقد بأن المقالات في المواقع الإنجليزية أكثر واقعية و تأتي من أشخاص قاموا بتطبيق ما يقومون بنصحه.
دائماً ضع في عين الإعتبار بأنك لست مجبوراً على تطبيق ما تقرأ. قم بتطبيق ما يتناسب مع خطتك المالية فقط.
إشترك في قائمتنا البريدية
قم بالإشتراك في قائمتنا البريدية للحصول على المقالات الجديدة على بريدك حال نشرها
شكراً على الإشتراك.
حصل خطأ ما. لم تتم عملية الإشتراك.
اترك تعليقاً