هل بإمكان الوظيفة أن تقودك إلى الحرية المالية؟ قد تطرح على نفسك هذا التساؤل بين الحين والآخر.
أثناء زيارتي لبعض المواقع العربية التي تتحدث عن الحرية المالية، فوجئت بأن هنالك من يجد أن الوظيفة لن تقودك إلى الحرية المالية.
الكاتب في ذلك الموقع يطلب من الناس أن يتحولوا إلى روّاد أعمال حتى يمكنهم الوصول إلى الحرية المالية. أو إستثمار أموالهم لأنهم بهذه الطريقة يحققون الحرية المالية.
أنا أختلف مع الكاتب في عدة نقاط:
الوظيفة في حد ذاتها مصدر دخل يمكنك إستخدامه للوصول إلى الحرية المالية
كيف يمكنك أن تكون رائد عمل أو مستثمر بدون أن تكون لديك أية مدخرات أو عليك قروض وإلتزامات لا يغطيها الراتب الشهري بسهولة؟!
نعم قد لا تتمكن من الوصول إلى الحرية المالية إذا لم يكن راتبك يكفيك لنهاية الشهر. ولكن إن كان بإستطاعك الحفاظ على جزء من الراتب فإنه يمكنك بلا شك الوصول إلى الحرية المالية.
نعم الوظيفة في حد ذاتها وعلى الرغم من إعتقادنا خصوصاً في المنطقة العربية بأن الوظيفة تساعد على الإستقرار المالي لكن في النهاية يمكن أن يتم تسريحك من العمل في أية لحظة.
ولذلك عليك إستغلال الوقت الذي تقضيه في وظيفتك للوصول على الأقل إلى التوازن المالي ودفع جميع الديون المترتبة عليك.
وهنالك الكثير ممن وصل إلى الحرية المالية عبر الوظيفة فقط. قام بجمع ما يكفيه من المال لإستثمار هذا المال ليعمل بدلاً منه.
نعم لم يستطع هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى الحرية المالية خلال سنوات قليلة. ولكنهم في النهاية تمكنوا من تقليل المصاريف وزيادة الإيرادات للوصول إلى التوازن المالي والحرية المالية.
ريادة الأعمال ليست دائماً خياراً مناسباً للجميع
الكثير من الأشخاص يصور ريادة الأعمال كحل سحري لكل مشاكلك المالية. بل وستتخلص من مديرك المزعج ووظيفتك التي لا تحبها أيضاً!
في وجهة نظري هنالك أمور يجب على كل فرد التمعن فيهما قبل أن يقرر الدخول في معترك ريادة الأعمال:
- ليس كل شخص قادر على أن يكون مدير نفسه. أن تكون صاحب عمل يتوجب عليك أن تقوم بجميع المهام الخاصة بالعثور على أعمال تتطلب ما تقدمه. يجب أن تبحث عن الزبون و توفر ما يحتاجه الزبون وفي النهاية متابعة الزبون حتى يدفع لك.
- لو كل فرد منا أصبح رائد أعمال. فمن سيعمل في الشركات الموجودة؟
- ليس كل الأشخاص يرغب في أن يصبح رائد أعمال. هنالك أشخاص وصلوا إلى الحرية المالية ولكنهم لا زالوا يمارسون أعمالهم بشكل طبيعي لأنهم يحبون العمل لأسباب مختلفة. قد يكون بسبب زملاء العمل أو جو العمل أو حتى إحساسهم بأنهم يقدمون شيئاً للشركة التي يعملون فيها والشركة تقدرهم لذلك.
ريادة الأعمال أصعب بمراحل من أن تكون موظفاً تستلم في نهاية الشهر مدخولاً ثابتا. ومخاطر تسريحك من الوظيفة أقل بكثير من مخاطر خسارتك كرائد أعمال.
هل بإمكان الوظيفة أن تقودك إلى الحرية المالية؟
أنا أعتقد بأنه لا مشكلة في أن تكون تعمل في وظيفة وفي نفس الوقت تخطط للوصول إلى الحرية المالية.
الوظيفة فيها نوع من الإستقرار المالي على الأقل في المرحلة التي تحاول فيها إدارة أمورك المالية للوصول إلى مرحلة مالية مستقرة.
كذلك يمكن أن تكون موظفاً وفي نفس الوقت تعمل بشكل جانبي على عمل جانبي يقوم بجلب مدخول إضافي عليك شهرياً.
ليس عيباً أن تكون موظفاً بل العيب أن تتحجج بأنك لا يمكنك الوصول إلى الحرية المالية لأنك موظف!
إشترك في قائمتنا البريدية
قم بالإشتراك في قائمتنا البريدية للحصول على المقالات الجديدة على بريدك حال نشرها
شكراً على الإشتراك.
حصل خطأ ما. لم تتم عملية الإشتراك.
اترك تعليقاً