كثيراً ما كنت أتحمس لفكرة الإستثمار، رؤيتي الحالمة للحرية المالية جعلتني مدمنا على خيارات الإستثمار، ولعدم وجود رأس مال كافي فإن الإستثمارات المتاحة دائماً ما تكون إس تثمارات مغامرة ذات مخاطر عالية.
ربما خسرت الكثير من المبالغ على إستثمارات عالية المخاطر لأسباب كثيرة ولكن أهم سبب هو أنني قمت بالإستثمار بمالغ لا يمكنني خسارتها! تصور نفسك تستثمر بمبلغ 1000 دولار قمت بسحبها عن طريقة بطاقتك الإئتمانية ولا يمكنك ردها لأنك لا تملك مصدر دخل! ستحاول دائماً أن لا تخسر دولاراً واحداً من هذا المبلغ وهذا ما سيجعلك تخسره بأكمله لهذا السبب بالذات.
لسبب ما كنت أدخل من موقع لأخرج لموقع آخر يتحدث عن الإستثمار وأرباح بمئات بل بآلاف الدولارت ودون مخاطر تذكر! كلما أتذكر تلك الأيام أندم على كل فلس صرفته في الإسثتمار في إستثمارات بلا فائدة!
المشكلة الأساسية عندما تستثمر بمبلغ بسيط هو أنك تسعى لمضاعفة هذا المبلغ بأسرع طريقة ممكنة. وقد يتبادر إلى ذهنك بأنك كلما أسرعت في مضاعفة المبلغ فإنك ستتمكن من الإستمتاع بحياتك بشكل أسرع.
في لحظة من اللحظات كنت أتصور نفسي أجوب أرجاء المعمورة دون التفكير في سعر هذه الرحلة لأنها مدفوعة بأموال الإستثمارات التي قمت بها. كانت لحظات جميلة لكنها كانت دائماً لحظات في الخيال!
لماذا يجب عليك أن تبدأ بالتخلص من ديونك أولاً قبل التفكير في الإستثمار بشكل جدي؟
إن كنت من ذوي مصادر الدخل المحدودة أو الطبقة المتوسطة ففي الغالب أن مدخولك يغطي التكاليف الأساسية للحياة ويبقى مبلغ صغير إلى متوسط يمكنك إستخدامه للترفيه وللإدخار. أضف إلى ذلك أنك ربما كانت لديك بعض القروض لشراء سيارة أو لدفع مصاريف ضرورية (أو ربما رأيت بأنها ضرورية في حينها) بالإضافة إلى أنك أدمنت على إستخدام بطاقات الإئتمان حيث يمكنك الشراء حالياً والتفكير لاحقاً في كيفية دفع المبلغ المستحق إلى أن تصل إلى نقطة اللا عودة. يتساوى راتبك الشهري مع ما يتوجب دفعه لبطاقة الإئتمان.
وفجأة تتذكر أنه لا يجب دفع كل المبالغ المستحقة على بطاقة الإئتمان فقط ستقوم بدفع أقل مبلغ مطلوب وهكذا تتجنب دفع المبلغ الجزائي ووضع نقطة سوداء في ملفك الإئتماني لدى البنوك. باقي المبلغ ستقوم بدفعه حينما تستطيع ذلك، وقبل أن تستوعب الأمر ستفيق على مبلغ دين يتزايد كل شهر بمقدار 2% (أو حسب البنك المصدر لبطاقتك الإئتمانية).
قد لا تستوعب الأمر ولكن استخدامك لبطاقة الإئتمان وعدم دفع المبلغ المستحق كاملاً سيحول المبلغ المستحق إلى دين بفائدة كبيرة جداً مقارنة بالديون التي تأخذها من البنك كدين مباشر. قد تكون نسبة الفائدة على الدين الذي تأخذه من البنك تتراوح بين 6-8% سنوياً، بينما الدين على المبلغ المستحق في بطاقة الإئتمان هو ما يقارب 24% سنوياً إذا كانت الفائدة الشهرية على بطاقتك الإئتمانية 2%.
لذلك قبل التفكير في الإستثمار بجميع أنواعه يتوجب أن نقوم بدفع الديون على كل بطاقات الإئتمان بأسرع فرصة ممكنة. هذا قرض لم نكن نخطط له من الأساس كالقرض الذي قمت بأخذه من أجل شراء سيارة، أو قرض شراء عقار أو غيرها من القروض.
سأقوم بداية الشهر القادم بتقديم نفسي كمثال وكيف سأقوم بدفع الدين المستحق على بطاقة الإئتمان لتقليل نسبة الأرباح المستحقة على الديون التي عليّ. حالياً لديّ دين على بطاقة الإئتمان، وقرض لشراء سيارة، وقرض بدون فائدة أخذته من المكان الذي أعمل فيه لدفع بعض المستحقات الضرورية أو التي وجدتها ضرورية في ذلك الوقت.
سأحاول الحصول على قرض من العمل الذي أعمل فيه بضمان دفعه على دفعات بعد دفع دين بطاقة الإئتمان. وهكذا يمكنني الحصول على قرض بدون فوائد تقريباً. وعلى الرغم من إمكانية حصولك على قرض بمثل هذه الخواص لدى بعض الشركات إلا أنه وللأسف هو نوع القروض الذي تتراخى في دفعه بسبب إمكانيتك فعل ذلك. فلو أخذت قرضاً من عند أحد من أفراد عائلتك ستشعر وكأنك لا تحتاج لرد المبلغ في الموعد المحدد. بينما القروض التي تأخذها من البنوك أنت مضطر لدفع المبلغ المستحق أو ستتعرض للعقوبة لعدم قيامك بالدفع.
الهدف الأساسي حالياً هو تسجيل المبالغ المستحقة من ديون مخطط لها (دين شراء السيارة)، ديون بطاقة الإئتمان (غير مخطط لها)، الديون الأخرى بما فيها القروض الحسنة بدون فائدة. وعند تسجيل هذه الديون على الورق وبشكل واضح سأتمكن من عمل خطة واضحة لكيفية دفع هذه الديون.
دائماً ما أجد نفسي أحاول الإبتعاد عن تدوين مثل هذه الأمور لسبب أو لآخر، لكنني الآن أجبر نفسي على فعل ذلك لأسجل تجربتي للتحول من المديونية للحرية المالية.
إن لم تكن لديك أي ديون غير مخططة كديون بطاقات الإئتمان فأنت لديك خيارين:
- أن تقوم بالإدخار للإستثمار.
- أن تقوم بدفع الديون المخططة مبكراً.
سنقوم بالحديث عن هذه الخيارات خلال الفترة القادمة بعد الإنتهاء من وضع خطتنا لدفع الديون الغير مخططة المحتسبة على بطاقات الإئتمان.
إشترك في قائمتنا البريدية
قم بالإشتراك في قائمتنا البريدية للحصول على المقالات الجديدة على بريدك حال نشرها
شكراً على الإشتراك.
حصل خطأ ما. لم تتم عملية الإشتراك.
اترك تعليقاً