عندما تكون الفرص الإستثمارية أكثر إغراءً من خطة دفع الديون

الفرص الإستثمارية التي تمر علينا بين الحين والآخر فرصة مغرية تكاد تعمينا عن حقيقة وجود خطة مالية لدينا تتضمن دفع الديون المتأخرة أولاً.

قمت بالإستثمار سابقاً ولا أزال في بعض الفرص الإستثمارية ذات المخاطرة العالية. بعضها كان ناجحاً وتمكنت من إستخدام المدخول في في إستراتيجيات أخرى قليلة أو متوسطة المخاطر. وبعضها فقدت رأس المال بالكامل.

قبل أقل من شهر خسرت إحدى الإستراتيجيات عالية المخاطر التي استخدمها كل رأس المال المودع فيها. وعلى الرغم من وجود إمكانية لتعديل الإستراتيجية لتقليل المخاطرة إلا أنني لا أملك رأس المال الكافي حالياً للإستثمار في مثل هذه الإستراتيجية.

أنا بين خيارين محيرين، أن أقوم بتنفيذ خطتي المالية كما هي، أو الحياد عنها لإستثمار مبلغ دفع متأخرات الديون للإستثمار في مثل هذه الفرصة المغرية ولكن بمخاطرة عالية.

عقلي يحثني على الإستمرار في الخطة المالية قصيرة المدى والتي تنتهي خلال أقل من 5 أشهر بسداد كل المتأخرات على بطاقة الإئتمان. ومن ثم يمكنني إستخدام المبلغ في الأشهر اللاحقة للإستثمار في مثل هذه الإستراتيجية إن كانت لا تزال مغرية كما هي الآن.

أما قلبي فيقول بأن بإمكانك الإستثمار الآن وستتمكن خلال فترة بسيطة من زيادة إستثماراتك المالية ويمكنك إستخدام الأرباح في دفع متأخرات الديون على بطاقة الإئتمان بل ودفع الديون الأخرى بشكل مبكر.

ربما لو كنت في حيرة كما أنا الآن قبل شهر لكنت أطعت قلبي. لكنني اليوم وبعد التجارب المريرة السابقة فإنني سألتزم بخطتي المالية قصيرة المدى. هذه الخطة ستنتهي خلال أقل من نصف سنة ويمكنني بعد ذلك التأكد من إذا كانت مثل هذه الفرص الإستثمارية تتوافق مع خططي متوسطة وبعيدة المدى أو لا.

في المقالات التي سأكتبها لاحقاً سأقوم بتفصيل أمرين مهمين:

1. ضرورة وضع الخطط المالية: قصيرة، متوسطة، وطويلة المدى إن كنا نرغب بالتخلص من المديونية و الإنطلاق للحرية المالية.
2. لا تهتم بجميع المغريات إن كانت لا تتوافق مع خطط المالية خاصة إذا كانت لديك ديون متأخرة السداد.

لكن هنا أود أن أقوم بالمرور بشكل سريع على النقطتين وأهميتهما للتخلص من الديون أولاً و الوصول إلى الحرية المالية ثانياً.

لماذا نضع خططاً مالية؟

يقول بنجامين فرانكلين :”إذا فشلت في التخطيط، فكأنك تخطط للفشل”. وعندما لا تكون لديك خطة مالية فأنت تتخبط في أمورك المالية حتى لو اعتقدت بأن كل شيء على ما يرام.

 

• هل تعلم متى يتوجب عليك دفع مبالغ بطاقات الإئتمان؟
• هل تعرف متى يتوجب عليك دفع القسط القادم من القرض الذي عليك؟
• هل تعرف متى من المفترض أن نتنتهي من أقساط القروض التي عليك حالياً؟
• ماذا عن ميزانيتك الخاصة بالسفر  في الصيف القادم؟ هل خططت من الآن إذا كنت تريد السفر أم لم تخطط؟

كل هذه القرارات المالية والمعلومات المالية ستؤثر بشكل مباشر على جودة معاملاتك المالية. إن لم يكن الأثر ظاهراً الآن فإن الأثر قد يتراكم ليشكل معضلة لا يمكنك حلها ببساطة بعد 5 أو 10 سنوات من الآن.

ما هو مدخولك المتكرر كل شهر؟

أول خطوة لوضع خططك المالية هو معرفة صافي مدخولك الشهري الكراتب مثلاً بعد الإستقطاعات التأمينية بالإضافة إلى أية مداخيل أخرى متكررة مثل مدخولك من عمل إضافي تقوم به كل شهر.

ما هي مصاريفك الشهرية المتكررة؟

ضع قائمة بجميع مصاريفك المتكررة، سواء كانت أقساط على القروض ومدفوعات بطاقة الإئتمان، أو مصاريف المعيشة الضرورية كالأكل والماء والكهرباء ومصاريف الهاتف والانترنت. وربما مصاريف الخدمات الشهرية التي تستخدمها كخدمة نتفليكس لمشاهدة الأفلام والمسلسلات على الانترنت، أو خدمة المساحة الإضافية في خدمات شركة أبل أو شركة جوجل.

قم بوضع خطة شهرية لدفع المصاريف من المدخول وكم المتبقي من هذا المدخول ومن ثم يمكنك التعامل مع المدخول حسب خطتك المالية. هل تريد دفع مصاريف متأخرة من بطاقة الإئتمان أو تريد الإستثمار أو زيادة الإستثمار في بعض الفرص الإستثمارية التي وجدتها. أو ربما ستقوم بإدخار المبلغ للمستقبل.

كيف نتعامل مع المغريات حول منتج معين كنا نتمنى الحصول عليه منذ فترة طويلة، أو فرصة إسثمارية قد لا تتكرر؟

سابقاً كنت سأقوم بشراء المنتج المغري أو الإستثمار في هذه الفرصة الإستثمارية ومن ثم التفكير فيما إذا كانت الخطوة صحيحة أو خاطئة بالنظر إلى خططي المالية.

الآن سأقوم أولاً بالرجوع لخطتي المالية. وسأقوم بالتأكد مما إذا كانت لدي مدفوعات متأخرة على بطاقة الإئتمان، وإن كان بالإمكان استخدام المبلغ في التعجيل بدفع ديون مستحقة حالياً أو حتى التفكير في إدخار المبلغ أو استثماره في الخيارات الإستثمارية الحالية التي أملكها.

بسبب استخدامنا الدائم للتكنولوجيا نتعرض بشكل متكرر لإعلانات موجهة حول الأمور التي نبحث عنها. فلو بحثت اليوم على محرك البحث عن سيارة رياضية أو جهاز ألعاب منزلي كالXBox أو PlayStation فإنك ستلاحظ أن هنالك الكثير من الإعلانات على المواقع التي تزورها تتمحور حول مثل هذه الأمور.

تعرضك المستمر لمثل هذه الإعلان يجعلك بعض الأحيان تتخذ قرارات غير مدروسة جيداً خاصة مع عدم وجودة خطة يمكنها أن تساعدك على إتخاذ القرار.

عندما يوجد لديك ديون مستحقة على بطاقة الإئتمان فإن أفضل خيار تقوم بفعله هو دفع هذه الديون بأسرع فرصة ممكنة. دفع هذه الديون سياسعدك على تقليل الفوائد المترتبة على ديونك.

غالباً ما تكون الديون على بطاقات الإئتمان ديون غير مخططة. فقرض شراء السيارة أو قرض شراء المنزل وربما حتى القرض الشخصي هي قروض قمت بالتخطيط لها وقام البنك المقدم للخدمة بالتأكد من كل المعلومات الخاصة بك حتى يوفر لك هذا القرض بمعدل فائدة غالباً ما يكون تنافسي خاصة وإن بحث بين عدة بنوك.

إن كان المنتج الذي تبحث عنه هو المنتج الذي كنت ترغب به بشدة فكان بإمكانك إستقطاع مبلغ شهري من مدخولك ووضعه تحت خانة خاصة بهذا المنتج وعندما ترى إن بإمكانك شرائه ستقوم بشرائه من هذا المبلغ الذي قمت بتجميعه سابقاً.

وأما الفرص الإستثمارية فغالباً ما تتكرر. ولربما عدم إستثمارك في هذا الوقت هو خير من الله ساقه لك لعلّة لا تعلم بها الآن. إن لم تكن تملك مالاً إضافياً للإستثمار فأنت غير جاهز بعد للإستثمار.