الثقافة الإستهلاكية عدو لدود للحرية المالية

الثقافة الإستهلاكية عدو لدود للحرية المالية. حتى تصل إلى الحرية المالية يجب عليك ضبط مصاريفك بدلاً من تبذيرها في ما لا تحتاجه.

الضغط الإعلاني والدعائي الذي نتعرض له يومياً عن طريق اللعب على مشاعرنا لتشجيعنا على الإنفاق بدل التوفير يجعلنا في غالب الأحيان نستخدم عاطفتنا بدل عقلنا لإتخاذ قراراتنا المالية.

عند إستخدامنا للشبكات الإجتماعية كموقع الفيسبوك فإن الموقع يعرف ميولك ويقوم بمساعدة المعلنين على إسهدافك بناءً على نقاط ضعفك.

كم مرة قمت بزياة موقع تسوق لتفاجئ عند دخولك على موقع الفيسبوك بأن الموقع يقوم بعرض منتجات لها علاقة بالبضائع التي قمت بالبحث عنها في موقع التسوق؟

حتى مواقع التسوق نفسها، عندما تقوم بإضافة منتج ما إلى سلة التسوق ولكن لم تقم بإتمام عملية الشراء سيقوم الموقع تلقائياً بإرسال بريد إلكتروني يذكرك بما كنت ترغب بشرائه، وربما إعطائك خصماً لإتمام عملية الشراء.

أحاول قدر الإمكان عدم الإنصياع لهذه الدعاية التي تشجع على الإستهلاك، ولكنني أضعف في بعض الأحيان.

في أحد المقالات السابقة ذكرت إحدى الحيل التي تساعدني على الشعور بالسعادة لمجرد محاولة الشراء دون إتمام عملية الشراء وإبقاء المنتجات في عربة التسوق.

لا أعتقد بأن هذه الحيلة تنفع مع المغريات بالتخفيض في السعر والتذكير بالمنتجات التي رغبت بشرائها وأن الوقت المناسب لشرائها الآن لأنك تستحق أن تحصل على ما تريد.

المشكلة الأساسية لدى البشر هو أننا نقدم إشباع ربغتنا الآنية الآن على الانتظار والحصول على إشباع بشكل مضاعف. لذلك لابد علينا أن نساعد النفس على كبح جماح رغبتها في الإستهلاك.

بعض النصائح

إن كنت تجد صعوبة في السيطرة على نفسك لأن لديك بطاقة إئتمانية، قم بإلغائها واستخدام بطاقة إئتمانية مدفعة مسبقاً خاصة بالإنترنت.
هل تخلصت من متأخرات بطاقة الإئتمان التي لديك؟ إن لم تفعل ذلك فقم بإتلاف البطاقة وتسديد ما عليها من متأخرات حالاً. قم بإزالة معلومات البطاقة من جميع المواقع التي تستخدمها. وقم بالتواصل مع البنك إن كان بإمكانك لإلغاء إمكانية الشراء بالبطاقة مع إبقائها متاحة لدفع المتأخرات.
خصص لك مبلغاً شهرياً تقوم بإستخدامه للشراء. حالما ينتهي هذا المبلغ عليك الإنتظار للشهر القادم.
حاول تأخير عملية الشراء قدر المستطاع. إن وجدت الشيء الذي ترغب بشرائها في أحد المحلات في بلدك قمت بالبحث عنه على الإنترنت. ولو وجدته على الإنترنت ابحث عنه في المحلات في بلدك.
قم بقراءة التعليقات السلبية عما تريد شرائه. ربما تقتنع بإحدى هذه الآراء وتلغي عملية الشراء.
دائماً قم بالشراء من المواقع التي لديها خدمة عملاء ممتازة. في بعض الأحيان أقوم بشراء بضاعة من موقع ما وبعد ساعات أجد نفسي لا أرغب فيه. بعض المواقع بمجرد مراسلتهم قبل عملية الشخص للبضاعة سيقومون بإلغاء الطلب وإرجاع المبلغ المالي.
توقف عن مشاركة معلوماتك الشخصية وصورك على مواقع التواصل الإجتماعي. لا تساعد المعلنين على الوصول إليك.

أتمنى لكم وصولاً سريعاً إلى الحرية المالية. وإلى مقال آخر قريباً.